رواية منظور الشرير - الفصل 4
“كيف يمكنك الفوز عندما يكون خصمك النسخة المثالية من نفسك؟ ”
…
…
…
“في حالة الفوز بالفيكتورياد أستطيع تقديم سؤال واحد لمهندس النظام و سيكون مجبرا على الإجابة ..”
حبست أنفاسي و حاولت البقاء هادئا قدر الإمكان ..
“الفوز بالفيكتورياد… هذا اشبه بالفوز بكأس العالم ..”
بطولة ضخمة كهذه كانت تبث في كامل المجال البشري لمنح الأمل للبشر و إستعراض المواهب الشابة التي ستقود العالم..
حدث يفترض أن يفوز به سنو بطل الرواية ..
سنو كان بطلا نموذجيا مات والداه و عاش بميتم ثم تم تدمير الميتم و الجاني كان واحدا و هم الشياطين ما جعله يحقد عليهم و يتعهد أن يبيدهم ..
رغم قصته المكررة إلا انه كان قويا … قويا جدا لأهزم شخصا مثله يجب أن أقتل نفسي حرفيا ..
“دعنا نهدأ … أولا يجب أن أضع خطة ، نعم لنفعل هذا ”
أحتاج إلى مسار عمل و معرفة ماذا أحتاج بالظبط ..
كبداية يجب أن أعرف إلى أي مدى تبلغ قوة فراي ..
دخلت على الفور الى السيرة الذاتية ، يجب أن أعرف إحصائياتي و قدراتي حتى أحصل على فكرة لما يجب أن أفعل بالظبط ..
على الفور إنبثقت نافذة أمامي حملت بعض الإحصائيات …
إسم المضيف :فراي ستارلايت (روح مزدوجة)
الوظيفة : مبارز
الموهبة : A
المستوى الحالي : F –
القوة : F
السرعة : F –
الرشاقة : G +
القدرة على التحمل : G
الأورا : SSS
السحر : G –
[ فن المبارزة مستوى 1] ( نظرا لإنعدام موهبة المضيف في المبارزة لن يستطيع فن المبارزة تجاوز المستوى 3.)
المواهب : لا يوجد
الأسلوب القتالي : لا يوجد
المهارات :
(الإفتتان) فئة F مهارة تثير الرغبة الجنسية للطرف المتلقي ، التأثير يكون أقوى عند إستعماله على الجنس الأخر ، يضعف التأثير كلما كان الهدف أقوى من المضيف و قد لا يعمل إذا تجاوزت رتبة الهدف المستخدم بأكثر من رتبتين .
القدرات : لا يوجد
ملاحظة النظام : أنت ضعيف ! ضعيف جدا ! ننصحك بالإسراع و زيادة قوتك قبل موتك .
…
لم أستطع قول أي شيء ، إحصائيات فراي كانت كارثية قياسا على مكانته كلورد لعائلة ستارلايت … لكن ما فاجأني لم يكن هذا … بل شيء اخر تماما ..
الاورا : SSS
مسحت عيني و قرأتها مرة اخرى … فراي يملك مخزون اورا من فئة SSS!
ما راودني في هذه اللحظة كانت أسئلة متعددة … كيف و لماذا و منذ متى ؟!
هذا كان مخزون اورا أعلى من أقوى بشري في الوقت الحالي !
مستوى لن يصله البطل الا على نهاية القصة … بينما فراي يملكه منذ البداية ؟ هذا مستحيل ..
“لا بد أن للأمر علاقة ما بتناسخي..”
لا أفهم الأمر بالظبط لكن اليس هذا رائعا ؟ بشيء كهذا أستطيع هزيمة البطل بسهولة … هل إبتسم الحظ لي أخيرا؟!
بترقب نهضت من مقعدي على الفور و ركضت الى منتصف الغرفة ..
“أريد أن أجربها ..”
بالإعتماد على ذاكرة فراي و معرفتي الشخصية حاولت إطلاق الاورا من جسدي ..
“تعالي أيتها القوة من الفئة SSS”
تشكلت حبات العرق فوق جبهتي و عبست بشدة و أنا أحاول إطلاق الاورا من جسدي و أخيرا افلح الأمر لكنني لم أستطع سوى أن أعبس ..
كان يغطي جسدي حاليا غشاء بنفسجي يكاد يكون غير مرئي … حاولت تجميع القوة في يدي لكنها كانت ضعيفة جدا لدرجة أنها رفضت التشكل في يدي ..
بدأت العروق تظهر على جبهتي عندما واتتني فكرة أن النظام يعبث معي ..
“أين هي اورا الفئة SSS بحق اللعنة ؟!”
هذه الاورا ناهيك عن الفئة F هي لم تكن G+ حتى !
بينما كنت أتخبط بجنون إنفتح باب غرفتي بقوة و سمعت صوت صراخ عالي ..
“فراي ! فالتنهض أيها اللعين ..”
برؤية الفتاة التي إقتحمت غرفتي لم أستطع سوى أن العن …
“اللعنة..”
…
…
…
أمام قصر عائلة ستارلايت الرئيسي توقفت عربة طائرة أمام المدخل العملاق و فتحت أبواب العربة الفاخرة لتخرج منها ساق نحيلة ترتدي حذاءا أنيقا ذو كعب عالي و جوارب سوداء طويلة غطت حتى فخذيها ..
هرع الخدم و الخادمات على حد سواء نحو بوابة القصر لإستقبال السيدة التي شرفتهم بحضورها ..
شكل الخدم طريقا بينما إنحنو 90 درجة للفتاة أمامهم ..
“مرحبا بعودتك آنسة آدا”
رحب الجميع بفتاة جميلة بشعر أبيض و أعين سوداء صافية ، ظهرت ملامح النضج على وجهها ما أثبت حقيقة أنها لم تعد طفلة و دخلت عالم البالغين ما زاد من سحرها أكثر و أكثر ..
كانت شابة فاتنة سيسعد البعض بتلقي نظراتها فقط ناهيك عن أي شيء اخر ..
شقت الفتاة طريقها بدون مبالاة و إتجهت الى الخادمة العجوز في المقدمة ..
“فريديريكا..” نادت الفتاة و أجابت الخادمة العجوز بابتسامة ..
“آنستي الصغيرة ”
على الفور دخلت الفتاة الى صلب الموضوع ..” أين هو ؟”
كانت الخادمة العجوز على ما يبدو مدركة أنها ستتلقى هذا السؤال لأنها سرعانما أشارت الى داخل القصر ..
“اللورد لا يزال داخل غرفته ..”
بسماع إجابة الخادمة لم تستطع الفتاة سوى أن تلعن ..
“الغبي عديم الفائدة ..”
على الفور إقتحمت الفتاة القصر و شقت طريقها مباشرة الى غرفة فراي ، نادته من الخارج بأقصى صوت إستطاعت أن تشحذه بينما فتحت الأبواب ..
“فراي فالتستيقظ أيها اللعين !”
داخل الغرفة كان فراي هناك يقف بغباء في الوسط و هو ينظر إليها ما جعلها تغضب أكثر ..
…
…
…
و هذا ما يقودنا الى موقفي الحالي … آدا ستارلايت … اخت فراي الكبرى و أحد الأشخاص القلائل في هذا العالم الذين إستطاعو التكلم مع الشرير فراي بوقاحة كانت تمثل أمامي في الوقت الحالي ..
جدير بالذكر أنها كانت تأتي بشكل متكرر طوال الأسبوع المنصرم ، لكنني كنت أتجاهلها طوال الوقت لكن ليس هذه المرة ..
بإبتسامة متكلفة واجهت نظرات الإحتقار التي كانت ترمقني بهم و أجبتها ..
“ما هي المناسبة السعيدة التي جعلتك تشرفينني بزيارتك ؟ آدا؟”
بسماعها لصوتي ظهرت علامات الغضب على جبين آدا لتصرخ ثانية ..
“لماذا شرفتك بزيارتي تقول ؟ هذا لأنني أملك أخا عديم الفائدة مثلك لا يقوم بشيء سوى النوم!!”
جفلت بشكل لا إرادي بسماع هذا الصراخ بعد كل ذلك الهدوء الذي عشته في الأيام السابقة … علي أن أعترف صوت صراخها كان أعلى من أمي ..
على الفور جلست على حافة السرير بينما قصفتني آدا بسيل لا متناهي من الكلمات ..
“الى متى تريدني أن أغطي عليك يا مستر فراي ؟ أي نوع من اللورد هو أنت ؟ في الماضي أجبرت نفسي على تحملك لكنني بدأت أصل حدودي !”
“كل ما كنت تفعله في الماضي هو اللهو هنا و هناك معتمدا على إسم عائلتنا لحمايتك ، لكنك على الأقل وقتها كنت تقوم بواجباتك كلورد لهذه العائلة ..”
~هووووف~
أخذت آدا نفسا عميقا قبل أن تواصل …”لكنك الأن لا تفعل شيئا ! تنام هناك دون القيام بأي شيء أخبرني مالذي تريده ؟ هل تريد تدمير العائلة التي نزف والدنا و أجدادنا الدم من أجلها ؟ هل سيكون اللورد الرابع لعائلة ستارلايت هو المسؤول عن دمارها ؟”
“العائلات الكبرى الاخرى و الإمبراطورية تتصيد لنا من كل حدب و صوب … أبذل كل جهدي لرفع عائلتنا … لكن كل جهودي بالكاد تغطي على الكوارث التي تتسبب بها ..”
سقطت دمعة من عين آدا بينما إرتجف صوتها من كثرة الصراخ …”ضحيت بحياتي و بفرصة دخول المعبد فقط لكي أغطي عليك … لأكون سندك… لماذا؟ … أنت لم تكن هكذا … أنت لست أخي الصغير …”
غطت آدا فمها و بكت بهدوء … في مكان ما من قلبي إنزعجت من رؤية هذا المشهد أمامي ، لكنني سرعانما دفعت بهذه المشاعر الى زاوية رأسي … لم أكن مهتما كثيرا بمشاعر الشخصيات التي أنشأتها بنفسي ..
في النهاية قالت آدا كلماتها الأخيرة و إبتسمت على الفور عند سماعها …
“أنت لست مناسبا لتكون لورد هذه العائلة …”
أنهت آدا كلامها و همت بالمغادرة لأنها ظنت ٱن فراي لن يقول شيئا كالعادة لكنني سرعانما خيبت أملها ..
“أنتي محقة ” إبتسمت بخفة لآدا التي أوقفت خطواتها و إستدارت لتنظر إلي
“أستميحك عذرا؟”
رفعت آدا حاجبها و نظرت إلي بأعين دامعة ..
“كما ذكرت … أنتي محقة ..”
إبتسمت ثانية بينما ظهر العبوس على وجه آدا التي حاكت حواجبها … اذا كانت النظرات تقتل لكنت ميتا بالفعل ..
صرت آدا على أسنانها و شدت قبضتيها ..
“فراي … أتسخر مني الان ؟ ”
لم أنزعج من غضبها … في الواقع كنت أتفهم موقفها نوعا ما … إستنادا على ذكريات فراي التي إنتقلت أدركت ما كان يحدث داخل عائلة ستارلايت … إعداد لا أذكر أنني كتبته …
سبب غضب آدا ببساطة كان لأنها كانت الأحق بمنصب لورد العائلة …
بعد كل شيء هي كانت أكبر من فراي بأربع سنين و بلغت العشرين من عمرها منذ وقت قصير ..
في مثل هذا العالم الذي لا يملك أي تحيزات جنسية بين الرجل و المرأة يفترض بالأكبر أن يخلف أي باختصار آدا ..
لكن بسبب اللورد السابق أبراهام ستارلايت والدهم الذي ترك في وصيته النهائية ، كلماته التي نصت بالحرف الواحد على تعيين فراي خليفة له تغير كل شيء ..
يبدو أن اللورد السابق أحب إبنه كثيرا ، و لأنه كان وجودا ضخما من الفئة SS حتى شيوخ عائلة ستارلايت عجزو عن لمس ابنه أو معارضته لإحترامهم الشديد له ..
هذا يفسر سبب نجاة القمامة فراي لحد الأن…
نهضت من سريري و إتجهت نحو حاسوبي ..
“أنا لا أسخر منك … آدا ..”
عبثت بلوحة المفاتيح و القيت نظرة على إحصائياتي ثانية …
“أنا ضعيف ، لست أنا من درس الآداب و الفلسفة ، لست أنا من أفنى حياته في سبيل العائلة ، لست أنا من يحوز على شخصية اللورد و لا تصرفات اللورد ، ولا حكمة اللورد … أنتي من يفعل ..”
أشرت بخفة نحو آدا التي كانت تقف هناك تضع رأسها على الجانب و تنظر الي في حيرة من أمرها ..
“فراي … مالذي تقوله انا لا ..”
قبل أن تنهي آدا كلامها تقدمت نحوها بينما حشدت أجمل إبتسامة إستطعت إظهارها لها و قلت بحماس ..
“سأتنازل لكي عن لقبي كلورد لعائلة ستارلايت~”
نزل الصمت على الغرفة و إستمتعت بالتغييرات المرئية على وجه آدا الجميل ..
فتحت فمها على شكل حرف O و تعبير غبي على وجهها ..
و من يلومها ؟ لقد قيلت لها الكلمات التي لم تكن لتسمعها حتى في أجمل أحلامها ..
لقد تعرضت للظلم و سلب منها حقها الشرعي لكنها كبتت مشاعرها و تقبلت الحقيقة لأجل والدها الحبيب ، اخيها الاصغر و عائلتها رغم أن السنوات لم تكن رحيمة بها بفضل الحقير فراي ..
لكن هاهو ذا يعطيها الأمل ..كالضوء في نهاية النفق …
“فراي … مالذي تقوله … اقسم اذا حاولت العبث معي أكثر فس’
لم أدعها تنهي كلامها بل سرعانما رميت بكلماتي التالية التي كانت حاسمة ..
“عقد اورا”
إنفتحت أعين آدا على مصرعيها ..
“عقد ماذا ؟!”
أومأت لها بإبتسامة ..
“سأوقع على عقد أورا ..هذا كفيل لإظهار صدقي اليس كذلك؟”
إرتجفت آدا بشدة وقد إستمتعت حقا برؤية ردة فعلها … كان عقد الأورا هو إعدادا أنشأته إستفاد منه بطل الرواية سنو عندما كان يرغب بعقد صفقة من نوع ما ..
عقود الاورا تضع شروطا صارمة على الطرفين و في حال الإخلال بها ستنفجر الاورا بشكل تلقائي داخل الجسد محولة الضحية الى كومة لحم مفروم …
في هذا العالم لم تكن هنالك وسيلة إقناع أقوى ..
إرتجفت آدا أكثر و أكثر بينما تمتمت …”فراي … لماذا ستفعل هذا ؟ أنت تمزح صحيح ؟ أنت تعبث معي … نعم أنت تفعل … ما الهدف من ترك منصبك أنت لن تستفيد شيئا …”
أجبتها بهدوء …”قلت أنني سأوقع على عقد أورا أين المزاح بذلك ، و من قال أنني لن أستفيد شيئا ؟ هناك شيء أو إثنان سأرغب بهما منك في المقابل ..”
نظرت إلي آدا بعبوس و بنظرة شك خصوصا بعد ذكري لحقيقة أنني سأخذ منها شيئا ما … لكنني كنت واثقا أنها لن ترفض ..
رغبتها بمنصب اللورد كانت تنافس رغبتي في العودة إلى عالمي .. مثلما أنا على إستعداد للذهاب إلى الجحيم لو تطلب الأمر هي الاخرى لن تتردد ..
هذا كان سلاحي الأقوى هنا … معرفتي بشخصيات روايتي ..
نظرت مرة أخرى لإحصائياتي … ضعيف … أنا ضعيف جدا… ناهيك عن اورا الفئة SSS التي لم تعمل حتى … كل شيء اخر مثير للشفقة .. لذلك إحتجت لتقوية نفسي قدر المستطاع و البداية ستكون من آدا التي ستساعدني …
كل شيء يبدأ من هنا …
بين آدا المحتارة و فراي الواثق بدأت رحلة معاناة أخرى لا أحد يعلم بخباياها ..