رواية منظور الشرير - الفصل 11
“فراي هل أنت بخير ؟”
رأيت يدا تقترب من كتفي لكنها جفلت بمجرد أن إلتقت أعيننا .
“أنا بخير … آدا … أريد أن أبقى بمفردي قليلا ..”
“إذا سأجهز ما إتفقنا عليه … سأعود بعد قليل ”
أومأت فقط و لم أتكبد عناء قول أي شيء .
كنت أجلس حاليا على أريكة وضعت بشكل غريب وسط قاعة ضخمة .
طلب مني قبل قليل الإنتظار هنا و هذا ما كنت أفعله .
أحسست بعشرات العيون تراقبني من بعيد لذلك لم أجرؤ على القيام بأي شيء غبي .
و لحسن الحظ لم يدم إنتظاري طويلا.
دوى صوت نقر حذاء ذو كعب عالي عندما عادت مرافقتي .
“إنهض فراي ، لننهي هذا بسرعة .”
أومأت ثم نهضت من مكاني متبعا كارمن .
“لقد تم ترتيب كل شيء ، أدخل إلى الداخل و إختر مهارتين شرط الا تتجاوز أي منهما الفئة D . أسفة لكن هذا أقصى ما ستحصل عليه .”
“لابأس”
لم أهتم بدرجة المهارة بقدر إهتمامي بالمهارة نفسها ، بعد كل شيء كنت أستطيع تطوير أي مهارة .
“تبا لماذا يجب أن أقوم بمجالسة الأطفال”
كانت كارمن تتذمر هكذا من حين إلى آخر منذ إضطرارها لمرافقتي .
“أسف”
“لا تعتذر ، لقد كان خياري لذلك لا يجب أن أتذمر ..”
“على أية حال ، وضعك سيء يا فراي الصغير ..”
“أنا أعلم هذا ” أنا تنهدت … كان وضعي في هذه العائلة أسوء من ما توقعت ، لولا كارمن التي كسبت ودها بطريقة ما لكنت ميتا منذ بعض الوقت ..
“صدقني إنه أسوء مما تظن ، فور إختيارك للمهارتين سيأتي أحد الشيوخ على الفور ليقوم بنقلك إلى أراضي الكابوس .”
“أنت لا تملك الوقت للقيام بأي شيء … ستجد نفسك في أراضي الكابوس وحيدا أليس هذا مثيرا للسخرية ؟ أعني أنت نفس الشخص الذي كان من المفترض أن يصبح لوردا هذا اليوم ..”
“نعم ، هذا مثير للشفقة” ضحكت بتكلف ، كان شعور تلقي الازدراء و نية القتل جديدا علي .
إنتهيت بطريقة ما من إختيار مسار كان سيؤدي على الفور إلى موتي … حتى فراي القديم كان سينجو الى بداية أرك المعبد ..
لا أصدق أن إختياراتي كانت أسوء من فراي القديم .
لكن لا بأس … إحتجت إلى كل الأسباب الممكنة لكره هذا العالم ..
كان هذا هو الوقود الوحيد الذي دفعني إلى الأمام..
حكت كارمن شعرها و تعبير فارغ على وجهها .
“لكن يا فراي الصغير ، لربما إستحققت هذا الا تظن ؟ لا أعرف الكثير عن أحوال العائلة لكنك قمت بالعديد من الأمور الغبية لدرجة أن بعضها وصل مسامعي ، لربما قررت السماء معاقبتك أخيرا .”
ضحكت بعد سماعي لكلامها .
“لقد عوقبت بالفعل ..”
منذ اللحظة التي تم فيها نقلي إلى هذا العالم ..
“حسنا نحن هنا .”
نظرت إلى الأمام لأرى بابا عملاقا بعين ضخمة في الوسط ، كانت العين تركز علينا بشدة ووهج أحمر يصدر منها .
سمعت صوتا اليا صدر من العدم ..
“تم تأكيد الهوية ، مرحبا بعودتك آنسة كارمن ”
‘آنسة؟’
رأيت نظرة الرضى على وجه كارمن … هذه العجوز كانت في الثمانينات من عمرها لكنها لا تزال تستمتع بمعاملتها مثل الشباب ..
على أية حال فتح الباب أمامي و هممت بالدخول .
“تذكر يا فراي ، مهارتان شرط الا تتجاوزا الفئة D سأنتظرك هنا .”
“مفهوم”
دخلت بمفردي بينما إنغلق الباب من الخلف .
إذا … ها نحن ذا ..
كنت حاليا داخل ما يشبه المكتبة ، سمح لي بدخول الطابقين الأول و الثاني فقط حيث تواجدت أضعف المهارات ..
مشيت بهدوء متفقدا مختلف الرفوف ..
تتواجد المهارات و الأساليب إما داخل كتب أو لفائف ، يكفي أن تعرف الصيغة لتتقن المهارة لذلك يجب أن أختار بحكمة .
كنت أملك بالفعل بعض الأفكار في رأسي ، المهارات التي أستهدفها جميعها مهارات مضادة لقدرات بطل القصة .
تجولت لعدة ساعات داخل المكان و كنت أقلص في كل مرة عدد المهارات أمامي .
أخيرا بعد ما بدا أنه سيستمر إلى الأبد ، إخترت ما أردت .
على عكس ما توقعت ، تواجدت العديد من المهارات الجيدة بين مهارات الفئة D ما جعل الإختيار صعبا .
نظرت نحو اللفيفتين اللتان تواجدتا بين يدي
[خطوات الشبح] فئة D: مهارة تزيد من سرعة المستخدم بنسبة 10% ، كما أنها تجعل خطوات المستعمل صامتة حتى أثناء الجري . [عين الصقر] فئة D:
تزيد من دقة نظر المستخدم و تسمح له بالرؤية لمسافات بعيدة .
‘حسنا ، أعتقد أنهما جيدان بما فيه الكفاية ..’
إتجهت نحو الباب لتقوم نفس العين بمسحي ثانية و المهارات بين يدي ، في النهاية فتح الباب ما سمح لي بالخروج .
في الخارج وجدت كارمن مستلقية فوق الأريكة من الوقت السابق ، هل كانت تشعر بالملل ؟.
وقفت كارمن بعدما شعرت بوجودي و علامات الملل بادية على وجهها .
“إذا؟ مالذي إخترته ليأخذ منك كل هذا الوقت ؟”
قامت كارمن بسرقة المهارات بين يدي و القت نظرة عليهم . لكن سرعانما عبست عندما فعلت ذلك .
‘خطوات الشبح ، مهارة تناسب المغتالين ولا يمكن الإعتماد عليها كثيرا في قتال مباشر ، الثانية عين الصقر … مهارة تناسب القناصين ‘
“فراي ذكرني باختصاصك مجددا؟”
أجبت دون مبالاة
“أنا مبارز .”
أصبحت النظرة على وجهها أسوء بعد سماع ذلك ..
“تبا ، يا فتى لو أخبرتني أنك إخترت عشوائيا لكنت صدقتك لكن أن تأخذ كل هذا الوقت من أجل مهارات لا تناسبك ، لماذا ضيعت وقتي في المقام الأول ؟”
هززت كتفي ردا .
“آسف لكنها ما أريد”
“حسنا إفعل ما تشاء”
أعادت كارمن المهارات الي و ذهبنا إلى مكان مختلف .
لربما تظن أنهما بدون فائدة ، لكن على العكس من ذلك ..بعد أن أقوم بالتغييرات التي أريد ستصبح هاتان المهارتان مضادتان بشكل طبيعي لإحدى قدرات البطل ..
في النهاية بلغنا غرفة منفصلة ، وقفت كارمن بالجانب ..
“لننهي هذا بسرعة ، قم بحقن قوتك داخل اللفائف ثم إقرأ ما كتب عليهم … سيكون ذلك كافيا .”
أومأت و قمت بما طلبت .
ظهرت هالة أرجوانية حول يدي ، قمت بنقل الأورا الخاصة بي نحو اللفائف .
على الفور توهجت الحروف المكتوبة و عندما قمت بقراءتها أحسست بشيء ما يتم حفره على جسدي.
كررت نفس العملية مع كلتا المهارتين إلى أن إختفت الحروف تماما ..
“حسنا لقد إنتهينا هنا ”
خرجت كارمن و تبعتها من الخلف .
كنت أمشي وراءها ، بهذا أصبحت أملك 3 مهارات و لو كانت إحداهم عديمة الفائدة .
‘لنجرب هذا’
‘عين الصقر’
قمت بتنشيط المهارة ، على الفور تحول بؤبؤ عيني اليمنى ليصبح على شكل خط عمودي .
تغيرت رؤيتي تماما عندما فعلت ذلك ، زادت دقة الاشياء من حولي بشكل كبير كما أنني تمكنت من تكبير الصورة أمامي ..
‘مدهش’
كانت هذه أول مرة أختبر مهارة بشكل صحيح..
“هوي يا فتى ، أجل إختبار المهارات لوقت لاحق ”
‘كما هو متوقع من كارمن ، لقد إنتبهت لحقيقة أنني نشطت المهارة .
“حاضر”
ألغيت عين الصقر و عدت للسير بجانبها .
…
…
“حسنا نحن هنا”
كان مقر العائلة أشبه بمتاهة ضخمة لذلك إستغرق التنقل من مكان إلى اخر بعض الوقت .
حاليا كنا بداخل غرفة صغيرة تواجدت بداخلها كمية هائلة من الاورا … أحسست بها بوضوح و هي تخز جلدي .
داخل الغرفة تواجد رجل مقنع بدا و كأنه كان بانتظارنا منذ بعض الوقت .
أومأت كارمن للرجل أمامها و قام هو الأخر بالمثل .
“دعني أعرفك به ، هذا أحد شيوخ العائلة إسمه خليفة ”
“لا بأس يا كارمن ، سأتولى الأمر من هنا ”
كان صوته أجشا تحت قناعه ذاك .
“هل ستفعل ؟”
“نعم أعدك ، لا حيل”
“سنرى بهذا الشأن .”
تقدم المدعو خليفة نحوي ، كان يرتدي الأسوء من الرأس الى القدمين ما جعله يبدو غامضا أكثر و أكثر.
“هلا بدأنا ؟”
“أجل؟” أجبت حائرا .
“قدرتي بسيطة ، سأستخدم الاورا بهذه الغرفة إضافة الى قوتي لأفتح بوابة ، تلك البوابة ستقودك إلى المكان الذي تريده ..”
“لكن قبل ذلك أحتاج لمعرفة المكان الذي تريده ”
“أوه فهمت .”
لم أكن أعرف المكان الدقيق لتواجد أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل ، لكنني كنت أعرف إحداثيات المنطقة بشكل عام .
بعدما شاركت خليفة بما أعرف بدأ العمل على الفور .
“جيد جدا ، سأبدأ على الفور ”
بدأت القوة الموجودة في الغرفة بالدوران حول خليفة ، هذا الأخير بدأ يقوم بتشكيل بوابة في الأمام.
“في العادة لا أحتاج للاورا بهذه الغرفة لكن المكان الذي تريد الذهاب إليه بعيد حقا ”
كان شيخا ثرثارا على عكس ما بدا عليه .
يجب الاشارة إلى حقيقة أنه كان مستيقظا من الفئة S .
لم يأخذ الامر الكثير من الوقت ، فبعد ساعة واحدة فقط كانت بوابة فضية تتوهج أمامنا .
إنسحب خليفة خطوة للخلف بينما كانت يده تشع بنفس الضوء الفضي .
“مد يدك أيها الفتى فراي .”
بتردد قمت بما طلبه بعدما رأيت أن كارمن لم تمانع .
عندما فعلت تم تمرير القوة إلى يدي اليمنى .
سحبت يدي على عجل ، عندما تفقدتها رأيت القوة الفضية تتخذ شكل دائرة هندسية برموز غريبة .
“لا داعي للقلق ، هذه الدائرة سترشدك نحو البوابة دوما .”
“أصبحت الأن أنت سيد هذه البوابة ، و الدائرة على يدك هي مفتاحك ، و دليلك .”
“فهمت ، شكرا لك ”
‘هذه الدائرة هي طريقة الوحيدة للعودة فيما بعد اذا ..’
أومأ خليفة.
“عملي إنتهى هنا ، عندما تصبح مستعدا يمكنك دخول البوابة ، عندما تفعل ستجد نفسك داخل أراضي الكابوس الشرقية .”
أخذت نفسا عميقا عندما فكرت بالأمر … كنت ذاهبا و بنسبة كبيرة إلى موتي … بدأت أتردد في اللحظة الأخيرة لكن للاسف ..
لا مجال للتراجع بعد الان ..
“فراي”
نادى صوت أنثوي مألوف باسمي .
إستدرت لأجد أنها آدا .
“لقد تأخرتي … آدا .. كنت سأغادر بالفعل ..”
لم تجب آدا بل فقط مشت نحوي .
سحبت يدي و وضعت خاتما على إصبع البنصر ليدي اليسرى .
ألقيت نظرة على الخاتم الفضي على يدي .
“هذا ؟”
“إنها حلقة أبعاد .”
“أوه”
إذا هذه إحدى تلك الأدوات التي تحتوي على مساحة بعدية بالداخل ..
“هذا. الخاتم هو أفضل ما وجدت ، بالداخل جهزت لك ما يكفي من الطعام و الماء لسنة كاملة .”
“أيضا يوجد الكثير من الملابس بالداخل ، وضعت مختلف الأسلحة ، من بينها العديد من البنادق التي طلبتها و 10 آلاف رصاصة مشبعة بالاورا .”
“وضعت بعض الدروع بالداخل ، و مختلف الجرعات التدريبية من جرعة إستعادة الصحة ، جرعات للعلاج من الإصابات و أيضا و أيضا .”
نظرت نحو آدا التي كانت لا تزال تعدد مختلف الأشياء داخل الخاتم ، شعرت ببعض الدفء لأنها بدت مثل أمي تماما ..
ضحكت بخفة بينما أوقفت آدا .
“هذا يكفي … آدا ، لقد قمتي بما يكفي … شكرا ”
سكتت آدا للحظة قبل أن تهز رأسها نحو الجانب .
“كنت أقوم بدوري من الصفقة فقط .”
“نعم أعلم”
إستدرت نحو البوابة الفضية التي كانت تنتظرني .
رميت بالحقيبة التي كانت على ظهري داخل الخاتم و إستعدت للدخول .
كنت أضع حاسوبي داخل تلك الحقيبة ، من الجيد أنني كنت أحمله بكل مكان .
مددت عضلاتي قليلا و أخذت نفسا عميقا … أنا على وشك دخول أراضي الكابوس ..
كانت كارمن تتكئ على الحائط تراقبني .
“أيها الفتى فراي … لأكون صريحة لا أظن أنك ستنجو ، لكن حظا موفقا على أي حال … ستحتاجه .”
“أعلم … شكرا على كل شيء آنسة كارمن .”
إتخذت خطوتي الأولى لكن سرعانما أوقفتني يد نحيلة … لقد كانت آدا ..
“فراي ، الا يوجد خيار آخر … هل يجب حقا أن تدخل أراضي الكابوس بين كل الأماكن ؟”
أبعدت يدها برفق .
“نعم ، يجب أن أفعل .”
“لكن ”
“لا بأس … آدا ، حتى و لو متت فلا أحد سيهتم … هذا شيء يجب أن أقوم به .”
بخطوات ثقيلة مشيت نحو البوابة .
بنظرة حزينة راقبت آدا من الخلف ..
برؤية تلك الأكتاف النحيلة لأخيها الصغير شعرت بالمرارة ..
مدت يدها نحوه في الهواء لكن لا فائدة … هو إختفى بالفعل ..
لقد دخل فراي ستارلايت أراضي الكابوس … بمفرده .