الشرير السيادي - الفصل 9
اجتماع العائلات النبيلة هو حدث يحدث لكل جيل جديد، ويُقام في ساحة عملاقة بجانب القصر الإمبراطوري. يحضر الأمبراطور هذا الحدث ليشهد على نمو الجيل الجديد، حيث تهتم العائلات دائماً بهذا الحدث لجذب انتباه الأمبراطور. يتجلى اهتمامهم من خلال استعدادهم الجيد وتدريب أبنائهم واختيار الأفضل منهم للمشاركة في الاختبار.
ومع ذلك، كان الاختبار القادم مختلفاً، لأن ابن الأمبراطور الوحيد، وولي عهد الإمبراطورية الخالدة، سيشارك في اختبارات هذا الجيل. نظرًا لهذه الظروف، كان الاختبار هذه المرة مميزاً بشكل غير مسبوق. آخر مرة شارك فيها ولي عهد الأمبراطورية كان عندما كان كاسيوس صغيراً، وقد أبهر الجميع بقدراته وقوته. يأمل الشعب أن يكون سيريوس جيداً مثل والده، لأن قوة القائد تعني قوة الأمة، وهذا ما يجلب الأمان والفخر.
كان سيريوس على دراية جيدة بهذا الاختبار، حيث إنه أنهى الرواية عدة مرات، فتعلم العديد من التفاصيل، بما في ذلك ما كان سيحدث، وأي المواهب ستظهر، وما هي قدراته مقارنةً بهذا الجيل.
ومع ذلك، كان عليه أن يجلس ويستمع لشرح والدته عن هذا الاختبار، وعن العائلات المشاركة.
ابرز الحاضرين هم: 3 ممالك تابعين للأمبراطورية، و 7 دوقيات، و 5 ماركيزات، 3 كونتيات، عائلتين فيكونت، و عائلتين من البارون، بالطبع كان هناك العديد من العائلات النبيلة يمتلكون لقب البارون و الفيكونت و الكونت، ولكن لم يكونوا مؤثرين ف الاحداث ولا حتى ف الأمبراطورية ومن المثير للدهشه ان عائلتين من البارون يكونوا مهمين اكثر من عائلات اعلى منهم رتبة.
اسمائهم:
[مملكة أبيدوس] و الملك هو الاخ الاكبر ل كاسيوس و اسمه ماكسيموس.
[مملكة فيريديانا]
[مملكة كينور]
عائلات الدوق:
[عائلة ليونهارت]
[عائلة كيلارين]
[عائلة فالينشتاين]
[عائلة كرانفورد]
[عائلة دريمور]
[عائلة ميرين]
[عائلة هاليرن]
عائلات الماركيز:
[عائلة أندرسون]
[عائلة بروفين]
[عائلة دارسي]
[عائلة فيرموند]
[عائلة كينغستون]
عائلات الكونت:
[عائلة داليسون]
[عائلة كريسون]
[عائلة سترينجتون]
عائلات الفيكونت:
[عائلة هاريسون]
[عائلة ميلفورد]
عائلات البارون:
[عائلة أورلي]
[عائلة كينغستون]
وجدير بالذكر ان عائلة[وينترجارد] حاضرة ايضا وهي تحمل لقب الفارس
{ملاحظة المؤلف: أعلم أن الكثير منكم قد تخطى الأسماء:)، ولكن أضفتها هنا لتوضيح ترتيبهم من حيث السلطة. وكما ذكرت، تمتلك الإمبراطورية العديد من العائلات ذات الألقاب المختلفة، لكن هذه العائلات هي الأبرز.}
وبينما استمرت إميليا في شرحها الممل للقواعد وما إلى ذلك، كان سيريوس يستمع إليها وكأنه مهتم بما تشرحه، لكنه كان في داخله يتمنى أن تنتهي من هذه الأمور التي كان يعرفها بالفعل.
وبعد عدة دقائق انتهت إميليا من الشرح، وكان من الواضح على سيريوس الاهتمام بالتفاصيل، لذلك شعرت بالراحة لأنه بالنسبة لطفل، هذه الأمور قد تكون معقدة ولا يهتم بها.
“هل فهمت كل شيء؟” تساءلت وهي تنظر إلى سيريوس الذي بدا عليه أنه يفكر في شيء ما.
“نعم، لقد فهمت، ولكن لماذا على كل العائلات التجمع واختبار مواهبهم مرة واحدة؟ لماذا لا تختبر كل عائلة أبنائها داخل عائلتها؟” سأل سيريوس والدته التي بدا عليها السعادة من سؤاله.
هذا السؤال أوضح لها أنه بالفعل مهتم وفهم كل كلمة قالتها، وهذا ما أراده سيريوس، فهو سأل والدته هذا السؤال ليظهر لها أنه مهتم بكلامها، ولكن في داخله كان يعلم كل الإجابات لكل سؤال يسأله.
ردت إميليا على سؤاله: “الهدف من هذا الاختبار هو إبراز كل عائلة والافتخار بموهبتها. كان على العائلات أن تهتم بمواهبهم وجيلهم الصاعد، ليبثوا رسالة مبطنة لكل عائلة منافسة أخرى بأنهم لن ينتهوا، وأن الجيل القادم من عائلتهم سيكون بنفس القوة وربما أقوى.”
هز سيريوس رأسه وهو يستمع إلى إجاباتها.
ظل الجو في الغرفة هادئاً، واستمرت إميليا في حديثها، لتسأل سيريوس عن قدراته والتقنيات التي أظهرها.
“سيريوس، أعلم أنك موهوب، ولكن هل يمكنك أن تخبر ماما كيف تستطيع اختراع تقنيات مختلفة بهذه الدقة؟” كان سؤال إميليا يحمل بعض الفضول. إذا صنع شخص ما تقنية، فهذا شيء جيد ولكن ليس أي شخص يستطيع صنع تقنيات، ويجب أن يكون هذا الشخص قوياً كفاية وخاض العديد من التجارب في حياته ليصنع تقنية لم تظهر من قبل.
لكن سيريوس كان مختلفاً، كان مجرد طفل في السابعة من عمره، وقد أظهر بالفعل عبقريته وموهبته. تفاجأت إميليا عندما علمت أن سيريوس استطاع بالفعل إيقاظ جميع عناصره في هذا السن، وكان أبهاراً لها أنه كان يصنع تقنيات مختلفة لم تسمع بها من قبل. ومع حديثها مع فيرا، علمت أن سيريوس هو من اخترع هذه التقنيات، وأن فيرا لم تعلمه أي منها.
نظرت إليه وانتظرت منه إجابة.
مسح سيريوس جبهته ووضع يده على جبينه للحظة، وفعل عين الحقيقة لينظر إلى مشاعر والدته. كانت مشاعرها عبارة عن قلق وحماس وحب، ولم يكن هناك بداخلها شك، لذلك اطمأن سيريوس وأجاب والدته.
“أمي، كما تعلمين، أنا منذ الصغر أقرأ الكتب، وأطلع على الكثير من السجلات التاريخية، لذلك تعلمت الكثير من الأشياء. ومن أهمها، إذا كان خيالك واسعاً بشكل كبير، يمكنك تخيل أي شيء، وبالطبع يمكنك تخيل تقنيات مختلفة.”
“أعلم أن العالم يسير وراء الروتين، يتقن ما يتعلمه ويقوم بالتقليد الأعمى. قليلون من يقومون بالإبداع، وهذا ما أحاول أن أفعله، أن أبدع في الشيء الذي أتقنه. كل الذين سبقوا واخترعوا تقنيات كانوا مبدعين، لذلك قررت أن أحذو حذوهم.”
أمسك سيريوس بيد والدته وأكمل كلامه.
“أنتِ يا أمي مبدعة أيضاً، لقد تميزتِ في سحر الجليد الخاص بكِ، وصنعتِ عدة تقنيات. كنت أتمنى أن أمتلك نفس سمة الجليد الخاصة بكِ، لكن كما تعلمين، لقد ورثتُ عنصر النار من والدي، لذلك لن أستطيع استخدام سحر الجليد.”
بعد أن أنهى سيريوس كلامه، لاحظ أن والدته مندهشة من كلامه. اتسعت عيناها ولاحظ أنها تدمع. للحظة تذكر أحداث اليوم وكيف أن فتاتين بكيتا في حضنه. لم يكن يريد أن يحدث هذا مرة أخرى. نظر بعينه إلى نيرا، وأعاد عينه مرة أخرى على والدته. إذا كانت ستبكي، من الأفضل أن يخرج قبل أن تفعل ذلك، أمام خادمتها، سيكون الأمر محرجاً لهم.
ولكن ما حدث هو أن إميليا قامت بسحب سيريوس إلى حضنها الدافئ، وظلت تلعب في شعره الطويل وتقبل رأسه. كانت تحب شعره أيضاً، لذا أخبرته أن يبقيه كما هو ولا يقصه.
وكانت إميليا بالفعل تتمنى أن يكون ابنها الوحيد يمتلك عنصر الماء ليرث منها سمة الجليد، لكن ما حدث كان عكس ذلك. كانت تريد تعليمه بنفسها، وهذا ما كان يتمناه الكثير من الناس الذين يمتلكون عنصر الماء. لا شيء أفضل من أن تعلمك ملكة الجليد بنفسها.
مرت بضع دقائق، وبعد أن استجمعت إميليا عواطفها، ابتسمت لسيريوس وقالت: “سيريوس، أنا فخورة جدًا بك، وبكل ما أنجزته حتى الآن. أريدك أن تعرف أن دعمك لعائلتنا وللأمبراطورية مهم جدًا، وسأكون دائمًا هنا لدعمك في كل خطوة تخطوها.”
ابتسم سيريوس ابتسامة صغيرة، وقال: “شكرًا لك، أمي. سأبذل قصارى جهدي.”
ثم تظاهرت إميليا بالجدية وأضافت: “الآن، يجب عليك الاستعداد جيدًا للاختبار. هذا ليس مجرد فرصة لتُظهر مهاراتك، بل هو أيضًا فرصة لتعزيز موقفك كولي للعهد.”
أومأ سيريوس برأسه، كان يعلم بالفعل نتيجة هذه الاختبارات ولم يهتم بها،ولكن لن يضره شيء إذا حاول الاجتهاد. كانت الأجواء الآن أكثر هدوءًا، وعاد سيريوس إلى تركيزه على التحضيرات القادمة، وأظهر لوالدته أنه مستعد لمواجهة التحديات المقبلة.
“هل ستتدرب مع والدك على سمة النار؟” سألته إميليا، فقد كانت تعلم أن سيريوس يرغب في تعلم سمة النار الحمراء من والده. كان عنصر النار من أبرز ميزات كاسيوس، حيث كان قادرًا على حرق مدينة في لحظة، لكن ما كان مميزًا أكثر هو سمة النار الحمراء، التي لا تنطفئ إلا إذا أراد كاسيوس ذلك، ولكنها تستنزف منه مانا أكثر بكثير من النار العادية، لذلك كان يحد من استخدامها.
أجابها سيريوس: “أجل، أعلم أن الأمر صعب، لكن دعينا نجرب ذلك.”
ابتسمت إميليا بعد أن شعرت بعزيمة ابنها، واطمأن قلبها عندما علمت أن ابنها سيعتمد على والده في تعلم شيء جديد. كان الأمر مقلقًا لها، كيف لابنهم ألا يعتمد عليهم لتعليم شيء ما وهما من أقوى الشخصيات في العالم؟ بالنسبة لها، كان هذا فشلًا ذريعًا كأبوين.
بعد أن تحدثوا في أمور أخرى غير مهمة، خرج سيريوس من جناح والدته. كانت تريد من يوكي أيضًا أن تتبعه إذا احتاج إلى شيء، لكنه أخبرها أنه لا يحتاج إلى أي شيء.
وصل سيريوس إلى جناحه ولاحظ أن مارا كانت تنتظره. قامت بتجهيز الحمام له وأخرجت له ملابس مناسبة ليلبسها أثناء نومه. أخذ سيريوس حمامه وارتدى ملابسه ثم خرج إلى غرفته.
بقيت مارا في الغرفة حتى تعلم إذا كان يريد شيئًا آخر، لكن سيريوس أخبرها أنه لا يحتاج إلى شيء. استلقى على فراشه، وأخبرها أن تطفئ النور وتغلق الباب خلفها. فعلت ما أمرها به وخرجت، بينما كان سيريوس يفكر في الأحداث القادمة، وكان يعلم أن الأحداث المقبلة ستكون أكثر إثارة بالنسبة له.