الشرير السيادي - الفصل 10
استيقظ سيريوس في صباح اليوم التالي. لقد أجهد نفسه كثيرًا البارحة، واستخدامه لعين الحقيقة في مناسبتين زاد من إرهاقه، لذا تعمق في النوم عندما وضع رأسه على وسادته.
بعد خروجه من حمامه، قامت مارا بتحضير زي مناسب له وساعدته في ارتدائه. أضافت العباءة السوداء ذات الزخارف الفضية، مما أعطى سيريوس مظهراً مهيباً.
كان يستعد لمقابلة والده، وكان يعلم أن اليوم سيكون طويلاً أيضًا.
خرج من جناحه وتبعته مارا، وكان في استقباله إلينور ولونا. انحنوا له، ثم تبعوه عن كثب حتى وصل إلى موقعه المحدد، وهو باب داخلي ضخم في القصر، يكتنفه الغموض والأسرار. كانت الجدران المحيطة بهذا المكان مزينة بنقوشات معقدة وتماثيل ضخمة، مما أضفى على المشهد هالة من الهيبة والغموض.
لا يُسمح لأي شخص غريب بدخول هذا المكان، لذلك وقفت إلينور و لونا و مارا في مكانهم عند دخول سيريوس، أغلق الباب خلفه ببطء، ليشعر بنسمة من السكون والهدوء التام تملأ الأجواء.
نزل سيريوس على سلم طويل، كل خطوة على الدرج كانت تنبعث صدى خافتاً في هذا المكان الذي يكتنفه الصمت. كانت جدران السرداب مزينة بصور تنانين ضخمة وقطع أثرية من عصور قديمة، تضيف لمسة من الفخامة والعظمة على المكان. عند وصوله إلى نهاية السلم، وجد والدة كاسيوس في انتظاره.
كانت النظرة التي تبادلها كاسيوس مع ابنه تحمل بعض الفخر، ولكن بريقها كان باردًا بعض الشيء مقارنة بنظرة إميليا الدافئة. صوت كاسيوس الأجش ارتفع قليلاً معبرًا عن الإعجاب، لكن بظلال من الهيبة التي تنبعث من عينيه الأرجوانيتين.
“يبدو أنك اكتسبت المزيد من القوة هذه الأيام.”
تحدث كاسيوس بصوته العميق الذي يشبه الرعد، وقد حاوطت هالة قوية وجوده، مما جعل أي شخص ينظر إلى عينيه يشعر بالإحساس بالرهبة.
نظر سيريوس بدوره إلى عين والده، وهو يفكر: *كاسيوس دراغونيون، رغم هالته هذه، ولكنني أعلم جيدًا أنه يحب ابنه سيريوس أكثر من أي شيء. كان في الرواية مستعدًا لمحاربة العالم من أجله.*
*لقد فعل الكثير من الأمور المخفية ليخرج ابنه من مشاكل مع بعض القوى العظمى، وأيضًا أقام هو وسيريوس تحالفات مع معبد النار ومملكة الشياطين وطائفة البرق ليحاربوا كنيسة الحياة التي وقفت ضد سيريوس في وقت ما. هذه التحالفات جعلت سيريوس يهزم كنيسة الحياة، لكن بطل الرواية استطاع الهروب إلى مكان آخر.*
*لكن هزيمة سيريوس لكنيسة الحياة كانت شيئًا غير جيد للعالم؛ كنيسة الحياة كانت مسؤولة عن شفاء البشر، وهزيمتها تعني أن أعداد المعالجين تقل، وهذا بدوره يجعل حياة السحرة والمقاتلين في خطر دائم. وبناءً على ذلك، اتخذت بعض القوى جانب كنيسة الحياة ودعمتها ووقفت أمام سيريوس، وساندت بطل الرواية ليقاتل سيريوس. كانت فوضى كاملة. الشيء المؤكد أن هزيمة سيريوس كانت بسبب غروره.*
خرج سيريوس من أفكاره بعد أن قرر في داخله أنه لن يكرر أخطاء سيريوس التي حدثت في الرواية. أشاح بنظره إلى القاعة العملاقة، كان يعلم بوجود هذا الصرح تحت القصر، ولكن عندما تواجد فيه، علم بمدى اتساعه.
كان هذا المكان تحت القصر، عبارة عن قاعة واسعة وسرية، وقد عرفت بسعة حجمها وتفاصيلها الغامضة. كل زاوية من القاعة كانت مليئة بالضوء المنبعث من مصابيح سحرية تضيء الجدران بلمعان أزرق هادئ، مما أضفى على الأجواء إحساسًا من السحر.
“أبي، هل سيكون تدريبي هنا؟”
وضع كاسيوس يده على كتف سيريوس وقادة إلى خزينة زجاجية مليئة بالأسلحة الأثرية، لم يكن هناك سوى الدوي الخافت لخطواتهم وأصوات الألوان المتلألئة من الأسلحة المعلقة خلف الزجاج. كانت هذه الأسلحة اسطورية ، مما جعل كل قطعة منها تبدو وكأنها تحتوي على قوة خفية تنتظر من يكتشفها.
“انظر إلى هذه الأسلحة أولاً، وأخبرني ماذا ستختار؟”
أشاح كاسيوس بيده وأزاح الزجاج الموضوع أمام الأسلحة. كان اجتماع العائلات قد اقترب، وكان على ابنه أن يحمل سلاحًا جيدًا. وبالطبع، لن يأتي له بسلاح عادي؛ لقد أخذه إلى كنز العائلة. كان يريد أن يرى قوة ابنه أولاً، ليختبره ويدربه ليحمل سلاحًا، ولكن سيريوس كان قويًا بالفعل وأظهر مهارات مخيفة بالنسبة لعمره، لذا هو مؤهل ليحمل سلاحًا يختاره.
نظر سيريوس إلى الأسلحة بدقة، وعينه على الفور اتجهت نحو سيف كان يعرفه جيدًا، سيف التنين. هو سيف أسود وعليه شعار تنين باللون الأحمر. كان هذا السيف يستطيع تحمل المانا التي سيستخدمها في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك، فهو مصنوع بجوهر التنين العظيم، لذا سيكون مفيدًا في المستقبل.
ولكن ما يريده حقًا هو شيء آخر، هو المنجل الموضوع في الزاوية. هذا المنجل عليه بعض الهالة الأرجوانية، ويشاع أن من كان يستخدمه هو ملك الشياطين بنفسه. كان سيريوس أيضًا مفتونًا بسلاح المنجل، فهو سلاح مصمم للقتل فقط، لذا لم يستخدمه الكثير من الناس، ولكن فكر سيريوس كثيرًا وهو يلوح بهذا السلاح الجميل، شعر بنفسه وهو يقاتل به ويذبح أعداءه وكأنه على مسرح يؤدي رقصة جذابة ويتساقط الدم على وجهه وكأن الجمهور يلقون عليه بتلات الزهور الملونة.
انتظر كاسيوس ردة فعل سيريوس، ولاحظ نظرات سيريوس نحو سلاحين على وجه الخصوص، لذا علم أنه ربما يختار أحدهما.
“أبي، أريد هذا المنجل، ولكن ليس الآن. ما أريده الآن هو هذا السيف، ولكن المنجل سأخذه عندما أستدعي تنيني الخاص.”
كانت كلمات سيريوس واضحة وجريئة، وجلبت بعض المفاجأة إلى كاسيوس. نظر إلى سيريوس وابتسم، لقد أعجب بتفكير ابنه. لقد كان حازمًا بالفعل. إذا كان شخص آخر كان سيختار سلاحًا معينًا من هذه الأسلحة العظيمة، لكان هذا السلاح هو سلاحه مدى الحياة.
لكن ابنه اختار اثنين، لكن اختياره لم يكن عبثًا، فقد وضع لنفسه تحديًا، وهذا التحدي أعجب كاسيوس وجعله متحمسًا للمستقبل. إذا نجح سيريوس في استدعاء تنين، سيكون هذا السلاح مكافأة له.
استدعاء التنين هو شيء لا يتميز به أي شخص في العالم سوى عائلة دراغونيون. المخلوقات الأسطورية مثل التنانين والعنقاء هي مخلوقات منعزلة، لا أحد يعلم مكانها ولا تتدخل في شؤون العالم. لكن عائلة دراغونيون كانت مميزة بالفعل، إذ نجحت هذه العائلة في جذب التنانين، ولذلك ظلت مملكتهم تكبر وأصبحت إمبراطورية بفضل قوة التنين، لذا كان يخشى منها العالم. آخر ما يريده أي ملك أحمق هو أن يسمع زئير التنين فوق مملكته ويقوم بتدميرها.
والد كاسيوس استطاع استدعاء تنين، لذلك كان هو الإمبراطور السابق. وبعده استطاع كاسيوس استدعاء تنين قوي، وفي نفس الوقت لم يستطع أخوه الأكبر ماكسيموس استدعاء تنين، لذا كان على كاسيوس أن يصبح الإمبراطور بناءً على القانون الإمبراطوري. أعطى كاسيوس لأخيه مملكة تابعة لهم، وأصبح ماكسيموس ملك مملكة أبيدوس.
“جيد، عليك أن تعلم أن كلمتك هذه جعلتك تجلب تحديًا آخر لنفسك، ولكن سأنتظر نجاحك.”
أخرج كاسيوس السيف من الخزينة، وقد أعجبه أيضًا اختيار ابنه، لقد اختار أسلحة هي الأفضل.
سلم كاسيوس السيف إلى سيريوس، الذي استلمه منه بدوره. كان السيف ثقيلًا على عكس حجمه، لم يكن عملاقًا ولم يكن قصيرًا، ولكن وزنه كان كبيرًا بالفعل. شعر سيريوس أنه إذا ترك السيف ليسقط من يده، فسوف يخترق الأرض. ولكن وزن السيف لم يكن مشكلة بالنسبة لشخص يستخدم المانا.
“يمكنك ضخ المانا في سلاحك الآن.”
سمع سيريوس كلمات والده وبدأ بضخ المانا في سيفه.
“هذا السيف مميز بالفعل. عندما تضخ المانا، سيقرر إذا كان سيقبلك أم لا. إذا قبلك، تستطيع استخدامه بحرية. ولكن إن لم يقبل، سيكون عائقًا بالنسبة لك. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل من هذا السيف هنا، لأنه لم يقبل أحدًا من قبل، وبالطبع جربت حظي ولم يقبلني.”
أنهى كاسيوس كلامه وهو ينظر إلى يد سيريوس وينتظر ردة فعل السيف.
من وجهة نظر سيريوس، كان يعلم أن السيف لن يقبله، لأن هذا السيف سيقبل بطل الرواية الأصلي، ولكن كان يريد تجربة حظه.
عندما انتهى سيريوس من ضخ المانا في السيف، رأى جوًّا مظلمًا ولاحظ عينًا ضخمة تنظر إليه.
سمع صوتًا مهيبًا وضخمًا يتحدث بداخله، وقال له: “هل أتيت لتستلم السيف؟، هو لك الآن.”
صمت مفاجئ… ونظر سيريوس إلى والده الذي أبدى نظرة مفاجئة بدوره. “السيف قبلك، أليس كذلك؟”
تحدث كاسيوس بتعبير مصدوم قليلاً وهو ينظر إلى سيريوس، قبل أن يجيبه الأخير.
“نعم، يبدو ذلك، ولكن كيف تعرف أنه قبلني؟”
كاسيوس: “لأن هذه ليست ردة الفعل التي حدثت معي أنا وأخي عندما جربنا حظنا مع هذا السيف.”
فهم سيريوس، الذي كان متفاجئًا من ردة فعل السيف، و أن والده لم يستمع للصوت.
*ولكن لماذا يقبلني السيف من الأساس؟ ألم يجب أن يقبل هذا السيف بطل الرواية؟ هذا سلاح سيكون السلاح الأساسي للبطل في المستقبل، وسيساعده في أغلب معاركه. ألم أقم الآن بسلب شيء مهم للغاية من البطل حتى قبل أن ألتقي به؟*
لاحظ كاسيوس تفكير سيريوس وأخبره بأن يختبر السلاح. قام سيريوس بتفعيل أقوى تقنية مدمرة لديه، وهي “تنين البرق”، ولكن التنين كان أضخم بكثير مما استدعاه من قبل. شعر كاسيوس أيضًا أن هذه التقنية يمكن أن تخترق جسده بسهولة إذا كان سيريوس بنفس مستواه السحري.
بعد عدة تلويحات، كان سيريوس راضيًا عن سلاحه بشكل كبير. لماذا لا؟ فهو سلاح لم يكن ليمتلكه أحد سوى الشخصية الرئيسية في الرواية.
“أنت تعلم أن هذا السيف ليس له غمد، أليس كذلك؟” سأل كاسيوس ابنه، بينما قام سيريوس بالإيماءة، وهو يقول: “نعم، ليس له غمد لأنه يختفي بهذا الشكل.”
في لحظة، تحول السيف إلى ضباب واختفى، بينما ظهر وشم السيف على معصم سيريوس. أصبح بإمكانه استدعاء السيف وإخفاءه في لحظة.
أعجب كاسيوس بقدرات السيف التي ظهرت حتى الآن، وأعجب أكثر بكيفية تعامل ابنه مع السيف بكل احترافية. “يبدو أن هذا السيف خُلق لك.”
تحدث كاسيوس ووضع يده على كتف سيريوس ليشجعه ويثني عليه، ثم قام بإغلاق الخزينة الزجاجية. نظر إلى ابنه وقال: “حسنًا، هل أنت جاهز للتدريب؟”