التائه - الفصل الثاني
اسمع يا وايت من اليوم حتى تصبح بعمر الخامس عشر سوف تتدرب على يدي حتى تصبح في مستوى الارض” قال والد وايت بصرامه
“اجل لنبدأ” اجاب وايت بحماس
“اول شيء نبدأ لهذه السنة سوف تتعلم كيف تصقل كبداية اجلس في وضعية تشابك الارجل وضع يديك على ركبتيك اغمض عينيك وابدأ بالتنفس بانتظام”
قام وايت باتباع ارشادات ابيه بحذافيرها وبدأ بالصقل
“في الخطوة الثانية عليك ان تتنفس جوهر العرق من الجو لذا استعمل ارادتك لجذب هذه الطاقة اليك”
بدأ وايت بالتنفس
شهيق
زفير
شهيق
زفير
“اذن كيف تشعر” نظر والد وايت الى ابنه بجدية
فتح وايت عيناه ” لا شيء”
“هذا بديهي فلا يمكنك ان تتنفس جوهر العرق من البداية فعليك اولاً ان تفهمه”
“وكيف لي ان أفهم جوهر العرق” ارتبك وايت
“هذا ما عليك ان تكتشفه بنفسك”اجاب والد وايت وتركه
ما زال وايت يتأمل ويحاول ان يتنفس جوهر العرق
“ماهذا كيف لي ان أتنفسه مضت ساعتين وانا احاول ولكنني لا اشعر باي تغيير” صدم وايت وهو يتأمل
بعد الظهيرة
بعد خمس ساعات من التأمل المستمر بدأت هالة غريبة تتشكل حول وايت
بدأت كرات غريبة تتجمع حول فم وايت،كانت صغيرة جداً اصغر من قطرة عندما تجمعت اصبحت بحجم حصاة
حاول وايت ان يتنفسها ولكنها انفجرت وتلاشت في الرياح وكأنها لا شيء
“تباً لم استطع ان اتنفسها مجدداً” تذمر وايت قليلاً بتعابير الغضب ثم عاد الى التأمل
في المنزل كان والد وايت ووالدته جالسين في المنزل وكان الجو في الغرفة محملاً بهالة الغضب حيث بدأت الاوردة تتشكل على جبين والد وايت
وكانت ملامح والدة وايت تحمل تعابير القلق والحزن مخبئة بينها مشاعر خيبة الامل
كان المكان صامتاً والجو اصبح اكثر ارتباكاً كلمة واحدة سوف تؤدي الى انفجار موجة هائلة من المشاعر المختلطة
……
خلف المنزل كان وايت جالساً تحت الشمس الحارقة ولكن وايت لم يلحظها لانه كان في حالة من عدم الاهتمام في محيطه الخارجي حيث انه كان مهتماً بالتأمل اكثر
وبعدها بدأت طاقة جوهر العرق تتشكل ولكن هذه المرة كانت اكبر كانت تشبه كرة زرقاء عندما حاول حاول وايت الشهيق انفجرت بقوة ملقيةً بوايت على بعد ثلاثة اقدام الى الوراء
“هل فشلت مجدداً ” قام وايت بنفظ الغبار من ملابسه
نظر وايت الى الشمس التي كانت على وشك الغروب “اظن ان الوقت قد تأخر” عاد وايت الى المنزل
“مرحباً بك انتظر قليلاً حتى يجهز العشاء” كانت والدة وايت تطبخ الطعام
“اين والدي ” استغرب وايت
“لقد رحل بينما كنت تتأمل سوف يعود غداً
……
بعد العشاء القى وايت بجسده على فراشه منهكاً”اتسائل متى سأتمكن من تنفس جوهر العرق” تسائل وايت قليلاً بينما كان ينظر الى السقف
“ولكن سوف اقوم به عندما يحين الوقت يجب فقط ان ابذل جهدي” خلد وايت الى النوم
….
في الصباح نهظ وايت من فراشه وتوجه الى خلف المنزل مباشرةً وبدأ بالتأمل
بعد قليل من الوقت
بام
شعر وايت بان شيئاً ضربه على رأسه
“انا افهم انك تريد ان تنجح في صقلك الان ولكن عليك ان لا تهمل واجباتك تعال الان ولتكمل دراستك” وبخت والدة وايت بصرامه
بعد ان انتهى وايت من الدراسه عاد مباشرةً الى التأمل
“حسناً اليوم لن افشل” قال وايت بحماسه
جلس وايت بوضعية تشابك الارجل وبدأ بالتأمل
ومجدداً بدأ بتنظيم انفاسه فاصبحت مثل النغمة الهادئة الجميلة
بدأت طاقة جوهر العرق بالتجمع مكونة كرة كبيرة من الضوء الازرق الباهت عندما قام وايت بعملية الشهيق
بدأت بالتوجه والانكماش امام فم وايت ومن ثم دخلت فمه
عندما تدخل طاقة جوهر العرق الى فم الصاقل تنتقل مباشرة الى الروح وليس داخل الجسم
فتح وايت عيناه بعد خمس ساعات من التأمل المتواصل
“أحسنت يا وايت” كان والد وايت للتو عائداً من الخارج
في الحقيقة كان وايت وعائلته يعيشون في منطقة معزولة تحيطها الغابات من كل مكان ولم يخرج وايت خارج هذه الغابات أبداً
…
“أبي لقد عدت!” صدم وايت برؤية ابيه والذي بدوره هو صدم
“اذن تجهز فانت مازلت في بداية الطريق من اليوم سوف نبدأ في التدريب الحقيقي”
احظر والد وايت سيفاً وكتاباً
“اسمع يا وايت عندما تجمع جوهر العرق في جسدك فهو يؤدي الى تكوين الخزان فقط وبعدها سوف يبدأ جسدك في تجميعه من الهواء طبيعياً ولكن يجب عليك اولاً ان تفتح مسامات جلدك لتكون عملية التجميع تجري بسلاسة”
“وكيف نقوم بفتح المسامات” استغرب وايت
ابتسم والد وايت وقال “بالطبع سوف يكون بالتدريب”
رما والد وايت السيف اليه وقال”من اليوم حتى يصبح عمرك 12 سنة قم بالتلويح بسيف الف مرة”
“الف ؟؟!!! ولكن هذا صعب جداً” صدم وايت
“اهدأ انت تمتلك الان جوهر العرق الذي سيعزز جسدك كلما تدربت اكثر كلما استطاع جوهر العرق السير في جسدك بسلاسة وكلما زادت سرعة انسيابه اكثر كلما عزز جسدك اكثر” شرح والد وايت عن جوهر العرق اكثر
بعد سنه (اصبح عمر وايت 12)
٩٩٧
٩٩٨
٩٩٩
١٠٠٠
بدى وايت متعباً من التدريب ووقع على
الارض من التعب بينما انهمر العرق من جسده كالمطر
“لقد نجحت اخيراً اخترقت عالم الفضة اخيراً اصبحت في عالم الذهب هل هذا هو شعور مابعد الاجتهاد” الفرح كان يعتلي وجه وايت وكأنه حقق هدفه في الحياة كان بريئاً جداً ولم يشعر ابداً انه مخدوع من اعز شخصين لديه في الحياه
بعد ثلاث (تقريباً عمر وايت اصبح 15 )
“حسناً يا وايت تعال الي” صاح والد وايت بصرامه وهو حاملاً سيفه
“انا قادم” ركض وايت موجهاً سيفه من الاعلى للاسفل
حرك والد وايت سيفه بسلاسه و
سووش
طار وايت الى الخلف عشرين خطوه بضربه واحده
“بعد كلٍ انت اقوى مني يا والدي” تنهد وايت بإبتسامه
جلس والد وايت على الارض الذي تنهد بدوره ايضاً”لقد حان الوقت”تمتم بصوت هادئ مع تعبير مستاء
“هل قلت شيئاً يا والدي ” كان تعبير وايت بريئاً كالماء الذي لم يمسه اي ذرة تراب
“لا،لاشيء اظن انني سأذهب لن اعود غداً اعتني بأمك جيداً” كان تعبير والد وايت صعباً وكأنه يتصنع الابتسامه
“حسناً فالترافقك السلامة يا والدي ” ودع وايت اباه
وعاد الى الصقل حتى اتى الليل وخلد الى النوم
في الصباح
.
.
.
“وايت وايت استيقظ يا وايت” كان وايت نائماً متعباً بعمق
“استيقظ ايها الطفل الكبير” صاحت والدةً وايت بقوه موجهتاً ضربه اليه
صحى وايت فجأه وتفاده ضربة امه بسرعه
“وايت انت… هل تجرؤ على ان تتفادى حبي لك” وجهت والدة وايت ركله اليه
“تباً يجب ان اتفادى” شعر وايت غريزياً بإن هذا خطر
فأمه لم تكن من البشر بل كانت من الإلف(جن ولكن بالاساطير الاوروبية)
لذا فهي ارشق واقوى من 5 رجال من البشر
“لا ، لا يمكنني ان اتفادى يجب ان اصد”
كانت ضربةً سريعة لدرجه لم يقدر وايت على تفاديها بل قام بصدها
اتخذ وايت بجزء من الثانية وضعية الدفاع ولكن الضربه كانت قويه لدرجة انه القي به خارجاً
“اسمع لاتعد الى ان تصطاد ارنبان وتحظر بعض الحطب للغداء وإلا لاتلمني على عدم ادخالك للمنزل” اقفلت والدة وايت الباب وتركت وايت في الخارج
“ماذا ،ماذا يعني يعني هذا اريد التدرب قليلاً” تذمر وايت” ولكن اظن ان اصطياد الحيوانات سيكون جيداً لاختبار قوتي”
بعد ثلاث ساعات في الغابة
“لقد تعبت اظن انني اصطدت بما فيه الكفاية”
نظر وايت الى يمينه وكانت هناك كومة من الحيوانات الميته
“او انني اصطدت كثيراً” تعجب وايت وهذا بديهي فلقد كان يتدرب طوال الوقت من عمر العشر سنوات حتى عمر الخامس عشر
ولكنه حتى الان لم يخترق عالم الارض فلقد كان عالقاً في مستوى الذهب لسنتين وهو لايعلم ان السبب هو تدني موهبته
“حسناً اظنني سوف اعود” حمل وايت كل مايمكنه حمله وتوجه الى المنزل
في الطريق سمع بعض اللغو
اقترب من مكان الصوت
“ماهذا ، بشر كيف دخلوا الى هنا” لقد كانت الغابه التي يعيش بها وايت وعائلته منطقه محميه من قبل قوى غامضة
لم يخرج خارج حدود الغابة ابداً
الذي رآه في حياته ذي الخمسة عشر عاماً هو والداه وبعض الحيوانات التي تعيش في الغابة
اقترب قليلاً ليسمع مايجري مختبئاً بين الشجيرات
“هل سمعت هناك بعض الطرائد الثمينة في هذه الغابة” قال احد الرجال
“اجل سمعت اذا استطعت صيد احدهم وبعته سوف تعيش طوال حياتك ثرياً ولن تقلق على المال ابداً،اظنني ساتقاعد اذا استطعت ان اصطاد بعضهم” تكلم احد الرجال
كانت الشمس تغرب و وايت متوجه الى بيته عندما سمعهم
“اظن انني سوف اعود لا اريد التدخل في اشياء لا تعنيني” عاد وايت الى البيت
مما لا يعلمه انهم كانوا متوجهين ايظاً الى منزله ولكن اختلفت طرقهم
“عدت يا امي، ما هذا ” تعجب وايت لانه كانت هناك اثار معركه
“ماهذا،كيف بحق الجحيم دارت معركة هنا صحيح امي اين امي”
بدأ وايت بالركض بسرعه حيث ادرك انه لايسمع اي شيء في المنطقة كان المكان ليلاً وهادئاً جداً حيث لايسمع فقط صوت خطوات ولهث وايت
عندما وصل وايت الى المنزل اعتلته الصدمه حيث لم ينزل عينه الى اسفل ابداً لانه قد علم بجثة والدته
خرج عجوز من بحر ذكريات وايت الذي كان يتجول عبرها
“نعم انا اتذكر اسمها لقد كان اسمها اليزا”
حمل وايت يد والدته الميته ببطئ وضمها الى سدره مع دموعه تسيل كالشلال كانت عيونه بيضاء مع الدموع الذي اعطاها شكلاً يشبه المطر
ولكن فجأةً
***********************************
نهاية الفصل 2