التائه - الفصل الثالث
حمل وايت يد امه الشاحبة ووضعها على صدره نزلت دموعه من عينيه البيضاوتان الشبيهتان بالغيوم ونزلت دموعه من عينيه مما اعطاها منظراً يشبه المطر
لكن فجأة
بدأت هاله سوداء غريبة تتجمع حوله وكأنه يأس وحقد كل هذا العالم قد اصبح بداخله
“أمي”
.
.
“لاتقلقي يا أمي”
ظهر قرن اسود غريب من الجهة اليسرى لرأس وايت مع تحول كامل شعر الجانب الايسر لرأسه الى الى اسود مع بقاء شعر الجانب الايمن ابيض
ربما لم اذكر هذا لكن وايت لم يكن بشرياً كاملاً
بل كان نصف بشري ونصف الف(جني في الاساطير الاوروبية القديمة) امه كانت الفِّيه و ابيه كان بشرياً
يقال ان الالف عندما يصيبه يأس يتحول لالف ظلامي اما الانسان يتحول لشيطان ولكن وايت بدمائه المختلطه قد اصبح شيءً آخر
انتشرت هاله سوداء على رأسه منسابة الى عيناه،عيناه البيضاء كالسحاب اصبحت اشبه بهاويه،هاوية من الظلام والالم واليأس والمعاناة
وكأنه
اصبح
شخصاً
آخر
تحركت عيناه بسرعة الضوء نضر الى جميع الاماكن المحيطة به بعيناه التي لم يبق بها جزءاً من الحياة مظلمة لا يرى سوى الظلام وكأنه فقد حاسة البصر
لكن،لقد كان يشعر ويسمع ويشم ولقد كان يستعمل رؤيته السوداء باستشعار الهالات المحيطة بهذا المكان وكأنه كان ينظر الى الماضي بنفسه
خمسه رجال قاتلوا ضد امرأة وحيدة قتلوها واخرجوا شيئاً ابيض اشبه بالالماس وخرجوا من الغابة باكملها
بعد ان انتها وايت من تحليل الموقف باجزاء من الثانية حرك يده وخرج منها شيئاً اشبه بالبساط او الهواء ولكن بلون اسود وضع وايت قدميه عليها وتحركت بسرعة الضوء
في مكان اخر يدعى بمعقل الياقوت الاسود
“هاهاهاه،حصلنا عليه،حصلنا عليه يمكننا ان نعيش برغدٍ ورخاء”
“ولكن يا زعيم ماذا يمكننا ان نستفيد من هذا الحجر الصغير”
“هاهاهاها يبدوا انك مازلت يافع يانائب المعقل درين”
“اسمع هذا هو خزان جوهر عرق.كل الاعراق لديها خزان خاص بها ماعدا الوحوش لكن اذا قتل صاحب هذا الخزان هل تعلم ماذا سيحصل؟ “ابتسم الزعيم ابتسامة خفيفة
“ماذا سيحصل؟” ارتبك نائب الزعيم درين
“سوف يتبدد في الهواء، هكذا فقط” زادت ابتسامة الزعيم
“اذا كيف حصلتم على الخزان؟” ارتبك النائب دريه اكثر
“ان الخزان يتبدد في الهواء عندما يقتل صاحبه هذا قانون من قوانين هذا العالم لكن ماذا ان استعملنا شيئاً من خارج هذا العالم” اخرج الزعيم من يده شيئاً يشبه الفراشة بنفسجية اللون حوله دائرة بيضاء
“هذا!!” تفاجأ نائب الزعيم دريه اكثر ونهض بهلع عن الكرسي
“كيف حصلت على هذا ايها الزعيم!!، الا يفترض ان يكون موجوداً فقد عند اصحاب الطبقة الراقية او العشائر كيف يمكن لنا غير المنتسبين الى احد ان نملكه ” ازداد هلع درين اكثر فأكثر
“اهدئ اهدئ لقد اعطاها لنا كهدية على ان نقتل صاحبة هذا الخزان يمكنه ان يحافظ على الخزان على شكل حجر حتى لو قتل.وهل تعلم ماذا سيحدث اذا امتص احدهم هذا الحجر؟ ” ازدادت ابتسامه الزعيم خبثاً
ابتلع نائب الزعيم لعابه وحاول ان يحافظ على مظهره الخارجي دون ان يظهر تعابيره الحقيقية
وهي الطمع. اراد بكل ما لديه من قوه ان يقتلع رأس الزعيم ويستولي على هذا المخلوق، ولكنه هدأ نفسه لان هذا ليس الوقت المناسب هناك الكثير من الرجال في المعقل الذين يكنون الولاء للزعيم
حافظ على هدوئه وبدئ يخطط للمدى البعيد
نهض الزعيم عن الكرسي والقى خطاباً
“يا رجال لقد كنا نعاني منذ زمن بعيد لقد كنا مجرد حثالة ولكننا اليوم هنا سوف نضع اولى خطواتنا في طريق النجاح لذا احتفلوا بقدر ماتشائون”
“عاش الزعيم”
“الزعيم هو الافضل”
“ان الزعيم هو شخصٌ رائع هو قدوتي لقد انتشلني من القمامه يوماً ما سأحقق انجازاً مفيداً للزعيم”
لقد كانت الاجواء مليئة بالفرح وكانوا يحتفلون حتى وقت قريب من الفجر
في الخارج
“انظر ماهذا” قال احد الرجال الواقفين في الخارج
“يبدوا كغيمةٍ سوداء” قال احد الرجال
“هل هذا الشيء قادمٌ نحونا”
في الداخل
“يا نائب المعقل درين هل تعلم لماذا القيت هذا الخطاب” سأل الزعيم
“ل-لا اعلم”
“هذا لاني اريد تكوين عشيرة وسيكون الاساس هو هذا”
اضهر درين تعبيراً متفاجئاً ولكنه في الداخل ازداد خبثاً
لقد كان نائب القائد استراتيجي خبير في الاربيعن من العمر اراد ان يستغل زعيم المعقل ليستفيد منه
اما الزعيم كان قوياً وذو طموحات عاليه اسس هذا المعقل قبل سنتين وكان معه خمسة رجال بمافيهم النائب
كان سريعاً في النمو اصبح المعقل يحتوي على اكثر من ستين رجلاً وكلهم في مرحلة الفضة او الذهب وعلى الرغم من تدني مستوياتهم الى انه كان امور صمودهم حتى الان وازدياد الاعضاء فيهم معجزة بحد ذاتها
على الرغم من انهم لم ينتسبوا الى اي عشيرة وليس لديهم دم نبيل الا انهم قاوموا وصمدوا حتى هذه اللحظة
وكل هذا بفضل الاستراتيجي الخبير درين الذي كان يستغله الزعيم
وكان الزعيم يُستغل منه بدوره كانت فائدة مشتركة كل شخص يخطط على الثاني كل شخص يفضل مصلحته على الاخر هذه هي البشرية
حتى في عالمنا هذا كانت هناك العديد من الاختلالات من السلطة منذ فجر الزمان حيث كانت المؤامرات تحاك
حتى ابناء الملوك كانوا يقتلون بعضهم البعض لاجل لقب ولي العهد ويقتلون ابائهم لاجل ان يحظوا بلقب الملك
هل السلطة تستحق كل هذا
هل الحكم يستحق اكثر من العائلة نفسها
لا اعلم
نعود الى الاحداث
في الخارج
هبط وايت المغطى بالهالة السوداء على ارض المعقل
“هي من انت”
“هل تعرف اين وضعت قدماك بحق الجحيم هل انت تغازل الموت”
رفع وايت يده وبتلويحة منها قتلوا جميعاً اربع رجال قتلوا بتلويحة يد كانت هذه مدى هشاشة البشر الضعفاء
لوح وايت بيده مرة اخرى واحدث بضع ثقوب بالجدران وكأنه كان يريد ان يدمر هذا المكان كاملاً
خرج الزعيم مصدوماً “ما الذي يحدث هنا”
تقلصت عيون الزعيم عندما رأى وايت
“يا زعيم لقد ضهر هذا الشخص او لا اعلم ماهو حقاً لكنه قتل اربع رجال وحطم بضع جدران بتلويحة من يده”صاح احد الرجال
“ماذا ،ت-تلويحة هراء لابد انكم جننتوا حتى انا لن استطيع قتل اربع رجال في المرحلة الذهبية بتلويحه من يدي وهذا الشخص يظهر هالة انه مازال في عالم الذهب!!”
هناك سببان جعلت الاستراتيجي يخطط للمدى البعيد ضد الزعيم اولاً انه كان في عالم الفضى ويريد الاستفادة القصوى من الزعيم ثانياً ان الزعيم ليس خصماً سهلاً لتقتله لانه كان في بداية مستوى الارض
“حسناً ايها الفتى لقد قتلت اتباعي وهذا الزعيم يريد ان يظهر لك الرحمة اقطع احد يديك وانظم لي او سوف اقتلك”
كان تعبير وايت هادئاً كالماء الذي لم تمر من فوقه ولا نسمه صغيرة
ليس لانه ليس خائفاً بل لانه كان يتفحصه
كان يقارن هالته مع الهالة التي قد قتلت امه وكانت متطابقة تماماً
انخفضت شفتاه وايت مظهرةً ابتسامه مرعبة وضعت الرعب في كل المعقل ليس لان الابتسامه مخيفة بل ما كان داخل فمه كان بلا قاع
“م-ماهذا”
“و-وحش لا بل شيطان لا لا بل ماهذا بحق الجحيم”
بدأ وايت فجأه بتقيء ماءٌ اسود لزج التي بدأت تقطر من عينيه و اذنيه و أنفه التي ادخلت الرعب في كل الرجال وبدأوا بالتراجع
“حمقى لا تخافوا انه فقط في مستوى الذهب هناك خمسة منكم في مستوى الذهب وانى في مستوى الارض ان تعاونى عليه سوف نقتله حتماً”
حرك وايت يده مشيراً باصبعه ولازالت الابتسامه على وجهه
ظهر صوت من داخل وايت بدون ان يحرك شفتيه
“لقد وجدتك”
الهيئة الشنيعة التي كان بها والصوت المرعب الذي جعل كل الرجال يهربون
لم يكن هذا وايت
فجأة طارت كرة سوداء تسببت بقتل ثلاثة ارباع الرجال في الساحة الخارجية للمعقل
وضربت كرة سوداء اخرى المبنى مسببتاً تدميره
تقلصت عيون القائد اكثر وكأنه واجه
الرعب الحقيقي
“تباً كل مابنيت لاجله كل ماخططت له سوف يذهب هكذا ”
لم يلحظ الزعيم ذلك من الصدمة ولكن نصف جسده قد محي من الوجود في جزء من الثانية
بدأ الزعيم بالصياح والنواح متألماً حتى انه بدأ بالبكاء متوسلاً وايت الرحمة
“ايها السيد الكبير ارجوك ارحمني سأكون عبدك بل انا لا استحق هذه الرتبة سأكون كلبك بدلاً من ذلك فقط حافظ على حيات….”
ايضاً لم يلحظ الزعيم هذا بسبب الصدمة ولكن هو قتل اصلاً عندما استوعب الوضع مجدداً رأى وايت بجسده الاسود ممسكاً بقلبه
ترك بعدها وايت المكان
من الحطام خرج نائب القائد
“ل-لقد نجوت،لقد نجوت وقتل الزعيم لا ادري ان كان هذا عقاب او فرصة من السماء لكنني نجوت” لقد كان يحتفل بنصره ونجاته باعجوبه
توجه نائب الزعيم الى جثة الزعيم” يجب ان يكونا هنا،نعم وجدتهم خزان الجوهر العرقي وهذا الغرض المسمى بالتجسيد”
لقد كانت الطريقة التي استطاعوا بها سحب خزان الجوهر بدون ان يتبدد بالهواء هو التجسيد وهي مخلوقات خارجة عن ارادة وقوانين العالم يمكنك ان تخرق احد قواعده واستعمالها بحرية
لكن مع الايجابيات دائما ما تأتي السلبيات لقد كان تجسيد الذي استعملوه ليسرقوا خزان والدة وايت اليزا اسمه” سارق جوهر الصخر”
وهو من ادنى رتبة ولكن بالنسبة لغير المنتسبين للعشائر كان كنزاً لايقدر بثمن
وحتى ان هناك رتب خاصة لهم
حيث يشع حولهم ضوء قد يكون ضوء ابيض وهو ادنى رتبة بعدها الاخضر بعدها الازرق بعدها البنفسجي بعدها الذهبي وكل واحد اندر من الاخر حيث يعد التجسيد ذو الضوء الذهبي وجوداً اسطورياً بحد ذاته
نعود الى وايت
يستيقظ وايت مذعوراً بجانب نهر
“امي قتلت امي تباً لماذا لماذا حدث هذا لي ” بدأ وايت بالبكاء وصوت نواحه وصل صداه عالياً
“نعم البشر البشر هم من قتلوا والدتي حسناً باسمي وايت لازورد اتعهد بانني ساقتل البشر ساقتلهم مهما كان لن ابقي عليهم على وجه هذه الارض انا ام هم لنرى من سينجوا”
بدأ وايت بالصياح عالياً وتشكل ضل اسود بابتسامه شريرة على الشجرة خلفه
*****************************
نهاية الفصل 3